إلي مصر التي كانت
" نزار ... فيروز ...صلاح جاهين ،،، تحياتي
يا مِصْرُ فاضّتْ دُموعُ الشّوْقِ فانْسكبي
..........كالفَجْرِ في مَفْــرقِ التّاريخِ والحُقبِ
تلكَ الحضـارةُ في كَفّيْـكِ شاهِـدَةٌ
..........أنّ الزّمــانَ الذي قدْ كـانَ لمْ يَغِبِ
هذي سماؤكِ أطْيـافٌ وعَنْدَلَــــةٌ
..........وشَــدْوُ نَجْمٍ بِلَيْلِ الحُــلْمِ مُرْتَقِبِ
وذا تُرابـــــكِ أفْيـاءٌ مُعطّـرةٌ
..........في وَجْنَتَيْهِ أريــجُ الزّهْــرِ مُنسَكبِ
يا مصْـرُ أنتِ علي الأيــامِ قاهِـرَةٌ
..........شرْقيّــةُ الطّبْـعِ والأخلاقِ والنّسبِ
أُرْجوحةٌ مِنْ ضـياءِ الفكْـرِ ســابحةٌ
..........في زوْرقٍ منْ هُتـافِ النّجـمِ والشّهُبِ
غَنّيْـتُ مَجْدَكِ يا أحْلي مُســـافرةٍ
..........في القلْبِ والعقْلِ ، في الأحْداقِ والهُدُبِ
ورُحْـتُ أَرْسُـمُ عَيْنَيْكِ التي ارْتَشَفَتْ
..........مَجْدَ المَدائِنِ مِنْ سِـحْرٍ وَمِنْ عَـجَبِ
أوّاهُ يا مِصْــرُ ، قَلْبي الآنَ يوجِعُـني
..........فسامِحي قَلْبيَ المَشْــبوبَ باللهَـبِ
لولا هواكِ كَـروْحِ الــروحِ يَسْكُنُني
..........لما ذَرَفْــتُ عَليْكِ الدّمْعَ مِنْ عَتَـبِ
إني أُحبّكِ فارْتـاحـي علي كَتِــفي
..........وهاتِ لي هَـزَجَ الأولادِ واللُعَــبِ
وَذِكْـرَياتٍ علي جَفْـنِ الزّمانِ رَسَتْ
..........أَوْقَـدْنَ فِيَّ ثُرَيَّــاتٍ إلي الحَــبَبِ
حيــنَ الهوى وَسَـنُ العَيْنَيْنِ مرْفَأُهُ
..........وَصَـــوْتُ نيلِيَّةٍ أَطْري مِنَ الطّرَبِ
أهْدَيْتُكِ القَلْبَ يا مصر التي اخْتَصَرَتْ
..........عِطْرَ الورودِ ، وَكُنْتِ الفِكْرَ في الكُتُبِ