هذا أنا
طَيْفٌ يَجُوبُ الْمُسْتَحِيلَ ويَرْتَجِي مَاءَ الْحَيَاةِ فلا يَجِدْ
ظَمَأُ السَّنِينِ وعَانَقَ الطُّرُقَ الْقَدِيمَةَ والسَّرَابَ
وعِنْدَهُ أَلَمٌ سَيَكْفِي ذِي الْجِبَالِ الشَّامِخَاتِ
لِيَأْلَمَ الصَّخْرُ الْمُهَيَّئُ للأذَى
رَجُلٌ تُعُانِدُهُ الْلَيَالِي إِنْ أَرَادَ النَّوْمَ يَغْلِبُهُ السَّهَرْ
رَجُلٌ يَخَافُ الأُمْنِيَاتِ وخَافَ شَيْئَاً لَمْ يَكُنْ
فَرْدٌ وَحِيدٌ تَائِهٌ
وتَعَلَقَتْ عَيْنَاهُ تَرْقُبُ ذَا الْقَمَرْ
حَيٌّ يَمُوْتُ ولا يَمُوتُ
وفَارِسٌ لا سَيْفَ فِي يَدِهِ
يُبَارِزُهُ الْقَدَرْ
ذَاكَ الْذِي قَدْ كَانَ يَرْتَجِلُ الْكَلامَ إِذَا شَعَرْ
قَدْ طَافَ لَيْلاً زَائِرَاً كُلَّ الْبلادِ ولَمْ يَكِلَّ
وَيَقْتَفِي أَثَرَ النُّبُوْءَةِ إِنْ يَضِّل
وَلَمْ يَمَلَّ السَّعْيَ فِي طُرُقَاتِ شِعْرِ الْحُزْنِ
يَمْشِي وَحْدَهُ
كُلُّ الرِّفَاقِ تَحَلَّلُوا مِنْ عَهْدِهِمْ
لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ غَيْرُ حَبَّاتِ الرِّمَالِ
بِرِحْلَةِ الْكَلِمَاتِ والأهَاتِ شِعْرَاً رَاجِيَاً فِي النَّاسِ صَوْتَاً وَاحِدا
لَمْ يَبْق مِنْهُمْ غَيْرُ أَنْفَارٍ ثلاثَتُهُمْ أَنَا
لاحَظْتُهُمْ قُرْبِي كَمَا لاحَظْتُ ذَاكَ الْبَرْقُ يَسْلِبُنِي النَّظَرْ
وَالرَّعْدُ وَالأَنْوَاءُ وَالأَيَامُ صَارُواْ سَمْتَهُ
يَا مَنْ يُشَاطِرُنِي السَّفَرْ
قَدَرِي إِذَا شَارَكْتُهُ حَقَّ الْقَرَارِ مُلاعنَاً
وَاسْتُبْطِأَتْ نَجَدَاتُهُ وَكَأَنَّهُ
نِدِي الَّذِي نَاصَفْتُهُ كَأْسَ النَّدَى
فَأَقَامَ حَدَّاً فَاصلاً بَيْنِي وَبَيْنَ الْكَأْسِ
يَدْعُوْ نَكْبَةً حَتَّى تَحِلَّ عَلَى الْوُرُوُدِ
لِتَنْتَقِمْ مِنِّي الْوُرُوُدُ فَأَسْتَحِيلُ إِلَى حَجَرْ
هَذَا الْذِي أَطْلَقْتُمُواإِسْمَاً لَهُ بِالْحَمْدِ مَحْمُوُدَاً
لَهُ بِالْحُزْنِ أَشْعَارٌ أُخَرْ
قَدْ يُحْزِرُ الشُّعَرَاءُ غَيْبَاً إِذْ تُلامِسُهُمْ نُجُوُمُ الشَّعْرِ
تُلْقِي كُلَّ كَلِمَاتِ الْقَصَائِدِ مِثْلَمَا نُبِّئْتُ حُزْنِي مِنْ مَزَامِيرِ الْخَطَرْ
لا يَعْلَمُ الزُّرَّاعُ شَيْئاً خَافِيَاً عَنْ أَعْيُنِ النَّبْتِ الْمُهَيَّئُ لِلْحَصَادِ إِذَا يُفَارِقُهُ الْمَطَرْ
لا يَعْلَمُ الْأَلَمَ الشَّدِيْدَ
_ إِذَا يُحَارِبُ سَطْوَةَ التَّسْكِينِ يَقْتُلُ كُلَّ أَدْوِيَةِ الطَبِيبِ ويَسْتَزِيدُ _
سِوَى الَّذِي أَطْلَقْتُمُوا أَمْرَاضَكُمْ فِي وَجْهِهِ تَعْوِيذَةً
فَتَّاكُ هَذَا الشِّعِر بَيْتٌ فِيهِ وَصْفٌ للأَحِبَةِ بَعْدَمَا فَارَقْتُهُمْ
ذِكْرَاهُمُو قَنَاصَةٌ لِلْقَلْبِ تَفْتِكُ بِالوَتِينِ
أَتَعْلَمُونَ مَدَى الطَّرِيقِ إِذَا ضَلَلْتُ السَّعْيَ قَبْلَ السَّعْيِ
أَتَعْلَمُونَ قُرَابَةَ الْعَامَينِ أَرْقُبُ خُطْوَتِي والسَّيرُ سِرْ
أَصْدَاءُ صَوتِ الْعَابِثِينِ تُغِيرُ َليلاً فَوْقَ جَفْنِي
تَنْزِعُ النَّوْمَ الَّذِي اسْتَجْدَيْتُهُ بِحُبُوْبِ نَوْمٍ
خَاضَت الْحَرْبَ الَّتِي دَامَتْ دُهُوْرَاُ فِي الدَّمَاءِ لِكَي أَنَام وأَهْتَدِي
أَشلاءُ هَذِي الأَرْضِ كَانَتْ مَوْطِنِي
والْغُرْبَةُ الْحَمقْاءُ فِيْهَا سَلَمَتْنِي لِلْمَهَانَةِ مُسْتَتِرْ
هَذَا أَنَا
أَشْلاءُ إِنْسَانٍ بَدَى بِعَرَائِكُمْ عُرْيَانَ رَوْحٍ تَسْتَجِيْرُ فلا تُجَار
ولا رَفِيْقَاً أَوْ حَبِيْبَاً أُوْ بِلادً ضَمَّت الأهَاتِ مِنْهُ مِثْلَمَا يَوْمَاً تَعَرَّى كَيّ يّصُدَّ الشَّرَ عَنْكُمْ
فَالْتَقَيْتُكُمُوا أَشَرْ