إِكْذِبْ وَ قُلْ لِي إِنَّنِي أَحْلَى النِّسَاءْ
وَ بِأَنَّ قَبْلِي مَا عَشِقْتَ..
وَ مَا عَرَفْتَ سِوَايَ حُلْماً فِي المَسَاءْ
إِكْذِبْ عَلَيَّ وَ لاَ عَلَيْكَ مَهَالِكُهْ
فَالكِذْبُ فِيَّ عَلَى يَدَيْكَ أُبَارِكُهْ
سَأَرُدُّهُ شَـــوْقاً إِلَـيْـــــكْ
سَأُذِيبُ عِشْقاً أَصْغَرَيْــكْ (1)
إِكْذِبْ عَلَيَّ..
فَلَسْتُ أَبْغِي فِي الهَوَى رَجُلاً بِخُلْقِ الأَنْبِيَاءْ (2)
***
إِكْذِبْ وَ صِفْ لِي حِينَ أَقْبَلُ دَعْوَةً لَكَ بِالْعَشَاءْ
كَمْ كُنْتَ تَخْشَى أَنْ تُرَدَّ عَنِ اللِّقَاءْ
وَ الآَنَ كَمْ أَحْسَسْتَ أَنَّكَ فِي وُجُودِي سَاعَةً أَوْ سَاعَتَيْنْ
وَ يَدَاكَ تَلْتَهِفَانِ فِي حَذَرٍ إِلَى ضَمِّ اليَدَيْنْ
وَ كَأَنَّ لُقْيَانَا لَهُ القَمَرُ اسْتَضَاءْ
فَإِذَا تَجَمَّـعَتِ السُّـحُـبْ
وَ القَمَرُ عَنَّا قَدْ حُـجـِبْ
إِخْتَرْ جَدِيداً فِي الكَذِبْ
إِكْذِبْ وَ صِفْ لِي..
كَيْفَ غَضَّ القَمَرُ طَرْفاً عَنْ جَمَالِي فِي حَيَاءْ (3)
إِكْذِبْ فَإِنَّ العِشْقَ مِنْ غَيْرِ الأَكَاذِيبِ انْتِهَاءْ
***
إِكْذِبْ وَ قُلْ لِي حِينَ أَهْمِسُ نَشْوَةً خَلْفَ المُغَنِّي فِي خَفَاءْ
يَاللَّهِ.. يَالَلصَّوْتِ مِنْ شَفَتَيْكِ.. عِيدِي لِي الغِنَاءْ
إِكْذِبْ وَ قُلْ لِي حَينَ يَغْمُرُنَا المَـطَــرْ
وَ يَذُوبُ فِي وَجْهِي قِنَاعٌ مَا اسْتَـقَـرّ
وَ تَرَى بِعَيْنِكَ كُلَّ هَالاَتِ السَّــــهَـرْ
كَمْ أَنْتِ أَجْـمَـــلُ حِيــنَ يُـفْـتَـقَـدُ الطِّـلاَءْ
كَمْ خَبَّأَ اللَّوْنُ المُعَارُ إِلَى الخُدُودِ مِنَ الضِّيَاءْ
كَمْ زَادَ فِيكِ الحُـسْــنُ وَ ازْدَدَتُ الـشَّـقَـاءْ
إِكْذِبْ فَإِنَّ العِشْقَ.. كُلَّ العِشْقِ فِي الأَرْضِ افْتِرَاءْ
***
إِكْذِبْ وَ قُلْ لِي كَمْ جَمِيلٌ نُطْقُكِ الكَلِمَاتِ لَثْغَاءً بِرَاءْ
إِكْذِبْ وَ لاَ تَعْبَأْ..
إِذَا مَا ضَجَّ بِالكَذِبِ الفُؤَادُ أَوِ الوَرِيدُ أَوِ الدِّمَاءْ
إِكْذِبْ فَإِنَّ الأَرْضَ تَكْذِبُ فِي الرَّبِيعِ..
وَ يَفْضَحُ الكَذِبَ الشِّتَاءْ
تُخْفِي الغُصُونَ العَارِيَاتِ..
وَ وَجْهَهَا المُقْفَرَّ مِنْ تَحْتِ النَّمَاءْ (4)
إِكْذِبْ فَإِنَّ الكَوْنَ يَكْذِبُ بِاتِّشَاحِ نُجُومِهِ..
يُخْفِي قَبِيحَ وُجُومِهِ..
لِيُشِيعَ فِي الظُّلَمِ البَهَاءْ
إِكْذِبْ فَإِنَّ الأَرْضَ تَكْذِبُ وَ السَّمَاءْ
إِكْذِبْ فَحَتَّى المِقْعَدَانِ لَكَاذِبَانِ..
وَ هَاكَ طَاوِلَةُ اللِّقَاءِ ادَّارَءَتْ.. (5)
فِي المِفْرَشِ المَنْقُوشِ وَ الزَّهْرِ المُصَفَّفِ فِي الإِنَاءْ
***
إِكْذِبْ فَإِنَّ الكِذْبَ فِي عُرْفِ النِّسَاءْ
مِثْلَ العُيُونِ تَجِفُّ مِنْ غَيْرِ البُكَاءْ
مِثْلَ ارْتِشَافِ المَاءِ وَ شَهِيقِ الهَوَاءْ
فَاكْذِبْ عَلَيَّ وَ إِنْ تَصَنَّعْتُ الجَــهَـالَـهْ (6)
وَ اسْقِ الشِّفَاهَ مِنَ الكِذَابِ إِلَى الثُّمَالَهْ (7)
فَلَئِنْ أَنِفْتَ الكَذِبَ فَاصْدُقْ بُرْهَةً.. (
فَأَنَا أُحِبُّكَ حِـيــنَ تَـصْــدُقُ لاَ مَحَالَهْ
لَكِنْ دَوَامَ الصِّدْقِ فِي كُلِّ الحَدِيثِ مِنَ الرِّجَالِ إِلَى النِّسَاءْ
سَيُمِيتُ فِيهِنَّ الـهَـوَى مِنْ بَعْدِ مَوْتِ الكِبْرِيَاءْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الأصغران : القلب و اللسان
2- الخُلْق : السجيَّة و الطبع
3- طَرْف : النَّظَر
4- مُقْفَرّ : الخلاء من الأرض لا ماء فيه و لا ناس و لا كلأ
5- ادَّارء : بمعنى تدافع في الخصومة أو أنكر التهمة و المقصود أن الطاولة تدرء عن نفسها تهمة القبح بما تزينت به
6- الجهالة : الحمق و الغباء
7- الثُّمالة : البقية في أسفل الإناء من أي شراب
8- أنِفَ : استنكف و تنزه عن أن يفعل أمراً ما